بدأ الحج اج صباح السبت رمي جمرة العقبة الكبرى في منى قرب مدينة مك ة المكر مة، في أو ل أي ام عيد الأضحى، وذلك في ختام أبرز محط ات مناسك الحج هذا العام وهو الأكبر خلال جائحة كورونا.
وسار آلاف الحجاج إلى الموقع حيث توجهوا مباشرة لرمي جمرة العقبة الكبرى بالحصى السبع التي التقطوها في وقت سابق من شوارع مزدلفة، على مجس م ي جس د غواية الشيطان.
وفي 2020 و2021، تم تسليم الحجاج حصى معقمة في أكياس مغلقة من قبل السلطات خوفا من فيروس كورونا.
وطلبت امرأة وصلت لتوها من رفيقتها أن ترط ب وجهها بالماء، قائلة لها "أشعر أنني على وشك أن يغمى علي". وتم دفع رجل على كرسي متحرك للوصول إلى الحائط حيث كانت عشرات النساء يصلين جنبا إلى جنب.
ولم ترد معلومات عن وقوع حوادث. وكانت شعائر الرجم أدت في الماضي إلى تدافع مميت، مع تجم ع مئات آلاف الحج اج في مكان ضي ق.
وقبل رمي الحصى في منى، جلس الحجاج وناموا في الهواء الطلق في مزدلفة فوق سجادات الصلاة على الأرصفة الرملية، تحت أنظار عناصر الشرطة.
وفي أحد الشوارع، شاهد مراسل وكالة فرانس برس مئات المصلين مقسمين إلى مجموعتين كبيرتين: رجال يرتدون ملابس الإحرام البيضاء ونساء يرتدين عباءات سوداء.
واختار آخرون الإقامة في أماكن مدفوعة الأجر داخل مخيمات صغيرة، حيث تتشارك كل مجموعة في خيمة للاسترخاء ولكن مع مساحة خارجية مشتركة مغطاة بالسجاد.
بعد نحو ساعة من شروق الشمس، كان صحن الطواف في المسجد قد اكتظ بالحجاج الذين أدوا "طواف الوداع"، إيذانا بوصول موسم حجهم إلى خاتمته. وكانت حشود أخرى في المسجد تحتفل بأول أيام العيد بالصلاة. وبثت الساعة الكبيرة أعلى "برج الساعة" مقابل المسجد عبارة "عيد مبارك".
ويتوج ه الحج اج لاحق ا إلى مك ة المكر مة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج ، ثم يعودون بعد ذلك إلى منى حيث يبيتون أي ام التشريق التي يقومون خلالها برمي الجمرات الثلاث. ويمكن للحج اج المغادرة بعد جمرة العقبة الكبرى إذا توفر لديهم العذر.
والحج عادة ما يكون أحد أكبر التجم عات الديني ة السنوي ة في العالم، وهو من بين أركان الإسلام الخمسة ويتوج ب على كل مسلم قادر على تأديته، أن يقوم به مر ة واحدة على الأقل .
وفي عام 2019، شارك به حوالى 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم. لكن هذا العدد انخفض إلى بضعة آلاف عام 2020 وإلى 60 ألف ا عام 2021 مع محاولة المملكة التخفيف من آثار الجائحة. وبلغ عدد المشاركين هذا العام مليون شخص، بينهم 850 ألف ا من الخارج، للمر ة الأولى منذ 2019.
وت عد مسألة استضافة الحج مصدر هيبة ونفوذ للحك ام السعودي ين. وقد تسب ب منع الحج اج في الخارج خلال العامين الماضيين من أداء المناسك في خيبة أمل كبيرة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم والذين يد خرون عادة لسنوات من أجل المشاركة.
وي عتبر الحج الذي يكل ف ما لا يقل عن 5000 دولار للشخص الواحد، إلى جانب العمرة، محر ك ا رئيسي ا لقطاع السياحة في المملكة. وفي الأوقات العادي ة، تدر المناسبات الديني ة حوالى 12 مليار دولار سنوي ا.
بعد طقوس الرجم، يعود الحج اج إلى المسجد الحرام في مك ة لأداء "الطواف الوداع" حول الكعبة المشرفة في المسجد الحرام.
والجمعة، أمضى الحج اج يومهم بالصلاة والدعاء على جبل عرفات، في ذروة مناسك الحج .
وحملت مجموعات من المصل ين مظلات للوقاية من أشع ة الشمس، وقامت بتلاوة آيات من القرآن عند صعيد عرفات، حيث ي عتقد أن النبي محمد ألقى خطبته الأخيرة. وبعد غروب الشمس، توج هوا إلى مزدلفة حيث باتوا في الهواء الطلق قبل بدء "رجم الشيطان".
وي قام موسم الحج هذا العام في وقت عاود فيروس كورونا الانتشار في المنطقة، فيما ت شد د بعض دول الخليج قيودها منع ا لتفش يه.
وط لب من جميع الحج اج الوافدين من الخارج أن يكونوا قد تلق وا تطعيمهم بالكامل، وأن ي برزوا نتيجة سلبي ة لاختبار فيروس كورونا. ولدى وصولهم إلى منى الخميس، س ل موا أكياس ا تحوي أقنعة ومعق مات.
ومنذ بداية الجائحة، سج لت المملكة أكثر من 795 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها أكثر من ألف وفاة، وتم منح 67 مليون جرعة لقاح في البلاد التي يزيد عدد سكانها على 34 مليون شخص.
وقد يكون الحج مرهق ا جسدي ا، حت ى في الظروف المثالي ة. لكن الحج اج واجهوا هذا العام تحد ي ا إضافي ا مع اشتداد درجات الحرارة، فأد وا المناسك تحت شمس حارقة في ظل حرارة بلغت 42 درجة مئوي ة.
ولا يمكن للرجال وضع قب عات منذ لحظة الإحرام وني ة الحج . وشوه د كثيرون في المسجد الحرام هذا الأسبوع يحمون أنفسهم بالمظلات وسج ادات الصلاة وحت ى في إحدى الحالات بدلو صغير، فيما ت غط ي النساء رؤوسهن بالحجاب.